9/09/2017

بحر الكلمات

على ضفافِ بحر الكلمات رأيتُك ..
كنتُ أرقبك من بعيد ..
تقفزُ و تسبحُ و تغطسُ بغرور ..
تملُّ فتخرجُ متباهياً بجسدك الذي يقطر بكلمات لطالما اشتهيتُ أن أتمرغ فيها، و أضيفها الى قاموسي الذي تشبع بمفردات الزهد و الكبرياء ..
تقتلني تلك القطرات التي تقتلها بأريحية بمنشفتك البيضاء ..
أشيعها بقلبي و حواسي و هم يكادوا ينصهروا من فرط الغبطة و الحسد ..

رأيتني من بعيد ..
اقتربت بجرأة ..
تسألني و جسدك لا يزال يقطر بكلماتك ..
لماذا لا تسبحين؟
أقول لك بكبرياء .. لا أحب السباحة ..
تسألني لمَ؟
أقول لك لا أجيدها ..
تسألني لمَ لا تتعلمين؟
أرد بتأفف .. عقدة مضى عليها زمن .. أفضل التشمس!
تنظر بجرأة و تمارسُ لُعبةَ كلماتك قائلا:ً
على أية حال أكسبك التشمس لوناً جميلاً .. يبدو متناقضاً مع لون شعرك و لكنه أضفى تناقضاً مثيراً ..
تماماً كعينيكِ التي تشع جرأة و انطلاق عكس ما تبدين عليه من جمود و كبرياء شرقيين ..
الم تدركي أن هذا التناقض صنع منك مثيرة بعيدة المنال؟

أقف بغضب .. أقول و أنا أبتعد: لعين وقح ..
تضحك ضحكة خفيفة لا أدرك كنهها .. هل شفقة أم استخفاف ..
تقول بعدها: حمقاء متعجرفة ..
تتصاعد النار في جميع أرجائي .. أكاد أُقتل ..

بينما أبتعد يلحقني صوت صخب الماء  .. و أنت تقفز من جديد .. في بحر الكلمات ..

كريمان حامد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق